تحطيم القيود

تم النشر في 22/08/2024

تحطيم القيود

في شمال وشرق سوريا، تبرز قصص نجاح العائدات من مخيم الهول كمصدر إلهام للمجتمع بأكمله. تعكس هذه القصص أهمية المشاركة المجتمعية ودور النساء في تحقيق التغيير. بالرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتها العائدات، إلا أنهن تمكنّ من تحقيق تقدم ملحوظ بفضل الدعم المجتمعي.

تواجه العائدات تحديات متعددة تشمل الاستبعاد الاجتماعي، التمييز، والصعوبات الاقتصادية والنفسية. العديد منهن تعرضن لظروف قاسية تحت حكم داعش، مما أثر على قدرتهن على الاندماج في المجتمع بعد عودتهن. يُضاف إلى ذلك مواجهة الشكوك والمخاوف من المجتمع، وهو ما يزيد من صعوبة اندماجهن.

إحدى أكبر التحديات هي الاندماج الاجتماعي، حيث تعاني العائدات من التمييز والنفور من بعض أفراد المجتمع الذين يحملون أفكارًا نمطية خاطئة، مما يحد من قدرتهن على تكوين علاقات إيجابية.

بالإضافة إلى التحديات الاجتماعية، تعاني العائدات من صعوبات اقتصادية بسبب قلة فرص العمل وغياب الدعم المالي. الكثير منهن يفتقرن للمهارات المهنية اللازمة لدخول سوق العمل، مما يؤثر على قدرتهن على الاستقلال المالي. كما يعانين من صدمات نفسية نتيجة التجارب القاسية.

رغم هذه التحديات، هناك قصص نجاح ملهمة تُظهر قدرة العائدات على التغلب على الصعاب. تمكن العديد منهن من بناء حياة جديدة عبر التعليم واكتساب المهارات المهنية والدخول في سوق العمل.

00014

 

آمنة، امرأة عائدة من مخيم الهول، عانت من صدمات نفسية كبيرة. بعد عودتها إلى الرقة، واجهت صعوبة في التأقلم مع الحياة اليومية. بفضل الدعم النفسي والتدريبات على التعامل مع التوتر، تمكنت من استعادة ثقتها بنفسها والاندماج في المجتمع. أصبحت مصدر إلهام للنساء الأخريات وشاركت في إنشاء مجموعات دعم نفسي.

قصة آمنة تُظهر قوة الإرادة والتعافي، وهي دليل على أن التغيير ممكن حتى في أصعب الظروف.

أحد الأمثلة البارزة هو قصة “ليلى”، التي التحقت ببرنامج تعليمي وفرت له إحدى المنظمات المحلية. تمكنت ليلى من الحصول على شهادة في التمريض، وهي تعمل الآن في مركز صحي محلي، مما مكنها من تقديم الدعم الطبي للمجتمع.

التعليم يلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الاندماج، حيث يوفر للعائدات فرصة لبناء حياة مستقلة وناجحة وتغيير الأفكار النمطية السلبية.

قصة “هدى”، التي بدأت مشروعًا صغيرًا للخياطة بمساعدة بعض المنظمات غير الحكومية، تعتبر مثالًا آخر على النجاح. نجحت هدى في توظيف عدة نساء من العائدات، مما ساعد في تحسين أوضاعهن الاقتصادية وأتاح لهن فرصة للعمل والإنتاجية. هذا النوع من المبادرات يعزز التماسك الاجتماعي ويدعم التكافل المجتمعي.

يلعب الشباب دورًا محوريًا في دعم العائدات وتعزيز الاندماج المجتمعي. مبادراتهم المجتمعية، مثل تنظيم ورش عمل وبرامج توعية، تهدف إلى تحسين فرص العائدات في التعليم والعمل وتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل.

بشرى الحمد 

تم بواسطة Balloon

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قد ترغب أيضاً بقراءة:

نجاح من خاصرة المعاناة

نجاح من خاصرة المعاناة

نجاح من خاصرة المعاناة في حياة بعض الناس قصص نجاحٍ وتحدٍّ ولدت من رحم المأساة، حيث تجاوزوا ظروفهم الصَّعبة بالعمل والجدِّ والصَّبر، فكانوا كالقناديل المضيئة في الليالي المظلمة، وكانوا كالزهور التي تنبثق من بين الصخور الصماء في ولادةٍ جديدة للحياة من خاصرة الألم و...

من مخيم الهول إلى الريّادة

من مخيم الهول إلى الريّادة

من مخيم الهول إلى الريّادة تواجه النساء الخارجات من مخيم الهول تحدياتٍ هائلة في محاولة إعادة بناء حياتهن والاندماج في المجتمع الجديد بعد سنوات من العزلة والظروف القاسية في المخيم، يسعين جاهدات في تحقيق الاستمرار وفتح صفحة جديدة. إلا أنّ مسارهُنّ لا يخلو من العقبات...

إطلاق مبادرة لتشجيع الأطفال على القراءة في أحياء مدينة الرقة

إطلاق مبادرة لتشجيع الأطفال على القراءة في أحياء مدينة الرقة

أطلقت منظمة “بالون” مبادرة بعنوان “هيا نقرأ” في أحياء مدينة الرقة. وقال منسق المبادرة أسامة الذخيرة في تصريح خاص لبيسان اف ام اليوم الأحد إن الحملة تهدف إلى تشجيع الأطفال على القراءة بطريقة ممتعة. ولفت الذخيرة إلى أن المنظمة أقامت دورة تدريبية لـ 20 متطوعاً في الرقة...

شريط القراءة: